الأحد، 8 فبراير 2015

الرومانسية الدامية فى أسوار القمر

بعد موجة سخيفة من أفلام المهرجانات الشعبية التى كانت تحتل دار العرض السينمائية لفترة كبيرة، وبعد أن فقدت الآمل فى وجود أفلام حقيقية تليق بنا،تطل علينا شاشات العرض بفيلم حقيقي يستحق النقد والمشاهدة. 
فيلم أسوار القمر بطولة منى زكى ، أسر ياسين ، عمروسعد ..
 الفيلم تدور قصته حول فتاة تدعى زينة تعمل ككاتبة، وهى لا تستطيع فهم مشاعرها ولا تدرى ما هو معنى الحب الحقيقى ... فهى حائرة بين رجلين، وعندما يقترب موعد زفافها من أحمد (أسر ياسين) تفصح له أنها حائرة ولا تدرى اذا كانت تحبه حقا أم لا. يشعر (أسر) بجرح فى مشاعره  فيقرر الإبتعاد.
سرعان ماتذهب زينب وراء رجلآ أخر وهو رشيد (عمرو سعد) ويجذبها نحوه غموضه وشجاعته، وبعد أن تتزوج منه تنكشف الحقيقة وتكتشف أنها كانت على خطأ، فقد أصبح هذا الرجل مدمناً وينهال عليها بالضرب أذا ما شعر انها تفكر فى تركه. ويتسبب لها هذا الزوج فى فقدان بصرها من فرط ضربه لها، وبالتالى تصمم زينب على خلعه بدون أن يعلم، ولا تبالى بتوسلاته لها فى ان تسامحه. وبعد ان يعلم خطيبها الاول (أسر ياسين) بما حدث يعود مرة أخرى لها طالباً الزواج منها، وتقبل هى بفرح ويبدأ الصراع بين الرجلين على زينب... وتتصارع أيضا مشاعرها حتى أننا لم نعرف من تحبه حقا.قصة إنسانية بسيطة، وإذا لم تكن قد شاهدت الفيلم وقرأت تلك السطور، فسوف يخيل لك أنك ستشاهد فيلماً رومانسياً يصور لك صراع الحب ويدور حول من سينتصر فى النهاية ويفوز بقلب زينة.
الا ان المخرج طارق العريان جعل من هذه الحبكة البسيطة فيلم رعب ذو أجواء توحى بالغموض، حتى فقد الفيلم مصداقيته ... فطارق العريان صور الكثير من المشاهد بطريقة مبالغ فيها جعلته يفقد مبررها الدرامى، كما شعرت أنه قد أضاف أشياءاً لم تكن موجودة فى القصة الحقيقية لكى يطوعها فى تنفيذ رؤيته الآخراجية.
فعلى سبيل المثال لم أجد مبرراً درامياً يجعل منى زكى تفقد ذاكرتها !! إلا كى يستطيع المخرج أن يظهر آسر ياسين فى بداية الفيلم خاطفاً لها على ظهر مركب، محاولاً تذكيرها بما فعلت عن طريق إسماعها تسجيلاً صوتياً لها.
لماذا جعل المخرج (أسر ياسين) يقوم بخطفها ... إذا كانت منى زكى قد أحبته فى النهاية وتزوجت منه بأرادتها بعد أن عانت من زوجها المدمن. بداية الفيلم صورت بشكل غير منطقى على الإطلاق، وأذا كان المنطق أنها فاقده للذاكرة وأن عمر سعد يقوم بمطاردتها، فلماذا بعد أن عادت لها الذاكرة تختار عمرو سعد الذى عزمت بشده فى بداية الفيلم على تركه؟!!
وأذا كان المخرج يريد تصوير صراعاً حقيقياً يدور بداخل منى زكى حول هذان الرجلان، فما فائدة أن تفقد الذاكرة؟!!
لقد طوع المخرج فكرة فقد الذاكرة وعودتها بصورة سطحية للغاية... والمشهد الذى يتطلب أستدعاء الذاكرة نجد فيه منى زكى تتذكر كل شئ فجأة، وفى المشهد الآخر الذى يستدعى فقدانها للذاكره نجدها تفقدهافجأة.
المقصود أنفكرة الفيلم بسيطة ولا تستدعى على كل تلك الطاقة الإخراجية الهائلة التى صورت فى الفيلم. اما عن السيناريو فقد كتب بطريقة ضعيفة للغاية، فمعظم المشاهد تعتمد على الصورة القائمة على التحركات العنيفة للممثلين. إذا فكرة الفيلم جيدة الا انها كتبت ونفذت بطريقة غير ملائمة لها.
وعن الآداء التمثيلى فقد تألقت منى زكى فى دورها، فالدور صعب وشاق للغاية ويحتاج الى مجهود بدنى وذهنى كبير ... وظهر أداء كلآ من عمرو سعد وأسر ياسين بنفس المستوى العالى، فكل منهما يصارع من أجل الفوز بالبطلة فى النهايةوقد صورا هذا الصراع بمصداقية كبيرة تبين شدة حب كل منهما للبطلة.
والجدير بالذكر أن فيلم أسوار القمرقد تم تأجيل عرضة لمدة خمس سنوات، حتى ان كل ابطاله قدموا أعمالآ عديدة، فخلال تلك السنوات قدمت منى زكى مسلسل أسيا وقدم عمرو سعد مسلسل شارع عبد العزيز.
وقد حقق الفيلم فى الأسبوع الأول من عرضه مليون ونصف مليون جنية، و جاء فى المرتبة الثالثة بين الأفلام المصرية المعروضة حاليا من ناحية الإيراد.
_________
سوزان نادى

0 التعليقات:

إرسال تعليق