المرأة لغز .. تظل المرأة ذلك الكائن المحير الذى يستطيع التأقلم مع كافة الظروف مهما كانت قسوتها وشدتها على مر الزمان فخلقها الله من ضلع أدم لتكون له معين نظير فى درب الحياة
ورغم نعومتها و رقتها وتكوينها الجسمانى الضعيف اﻷ إن عقلها الجبار تستطيع من خلاله مواجه صراعاتها فى الحياة بقوة وثبات وخاصة نساء العرب والشرق حيث التحديات والصعوبات فى تلك المناطق تجعل منهم نساء حديديات وهذا مانشاهده من خلال أسبوع افلام جوته السينمائى والذى يفتتح بمجموعة أفلام تسجيلية قصيرة بعنوان القصص تحكى يسردن فيها مجموعة نساء من بلدان مختلفة قصصهن التى تختلف أنواعها مابين الصراع مع الفقر والمرض والبحث عن الحلم واﻵمل والمعاناة فى وسط الحرب واللجوء بل ويمتد الصراع الى النفس والبحث عن الذات وأيجاد الهوية فى خضم تلك اﻷفكار المتشابكة وهذا العالم المزدحم المجنون القصص بتحكى يعد نموذجا ﻷهمية دور السينما التسجيلية فى الكشف عن فكرة معينة تربط مجموعة القصص المقدمة بعضها البعض وهى حال المراة فى عام 2015 وعن التحديات وما يشغل بالها من أحلام وتطلعات بل الخروج من موضوع محلى معين الى موضوع انسانى يكشف للعالم كله الجوانب الدفينة فى المرأة فيقدم عرضا ممتعا عن طريق سرد الشخصية لقصتها الحقيقية فى زمن قليل وهذا مانجحت فيه المخرجات جميعا فى تكاتفهم لتوصيل تلك الفكرة
فالأخراج فى ذلك الفيلم ماهو الا حلقة وصل أى ان المخرجات أصبح كل دورهم اﻻشراف وتدريب هؤلاء السيدات الغير محترفات على التحدث والتخيل فى سرد قصصهن الشخصية امام الكاميرا بدون اى توجية فجعلهم ذلك يسترسلوا فى حوارتهم الذاتية ويقصن مابداخلهم وكأنهم أمام مرأة أنفسهم وفى وقت قصير مما يكسب المشاهد الكثير من الخبرات والثقافات.
فيبدا الفيلم من عمان بعنوان يشك لتروى لنا فاطمة حسن وهى أمراة فى أواخر الخمسينات عن حبها لبلدها وعن أرتباطها بأثواب اليشك التقليدية الملونة وعن عادات القبيلة التى تتمسك بلباس الحشمة ..الفيلم من اخراج مزنة المسافر
الفيلم الثانى جاء بعنوان القدر أينما يأخذنا عن فتاة تسمى قدر من بلدة السويداء بسوريا، فتروى كيف أصبحت لاجئة رغما عنها في الأردن، لجوء وقتي في انتظار العودة الى أرضها بعد الحرب والمعاناة وهى تمارس العمل التطوعى ومن خلال حكايتها كمتطوعة لمساعدة الاخرين تروى معانتها ومعانتهم
ثم ننطلق إلى المحطة الثالثة من مصر لتحكى لنا مى قصة طفولتها فى المعادى وكيف قابلت اول حب لها ثم معانتها مع المرض التى أصيبت به وكيف تحاول أسعاد نفسها ومن حولها رغم مرارة اﻷلم
و من مصر ايضا فيلم بعنوان الطريق تروى فيه لنا عليا المصرى عن صراعتها مع الذات وايجاد الهوية فمنذ طفوتها تبحث عن هوايته
فهى ماذا تتبع؟ وإلى إى دين تنتمى ؟ حتى أختارت إن تكون مسلمة وتسلك فى طريق التصوف والفيلم من أخراج نهى المعداوى
و إلى تونس نشاهد فيلم بعنوان والعام الجاى تجينا صابة لفتاة تجيد الفلاحة مع والدها منذ الصغر حتى أصبحت اﻷرض هدفها الوحيد فهى تنتظر المطر حتى تمتلئ الأرض من الخيرات وأيضا فى أنتظار الحصاد
ومن فلسطين فيلم بعنوان صبرة عن أيمان عميرة أمرأة شابة تهوى الزراعة منذ طفولتها حتى أفتتحت مشتﻵ أسمتها العائلة تبيع فيه الصبار وتتحدث عن معانتها مع التجار الرجال الذين لا يتقبلوا ذلك كما أيضا تروى معانتها مع اﻻحتلال بقولها ( عيب أن نأخذ الصبره من أسرائيل )وعلينا أن نصبر مثل الصبار. والفيلم تحت أشراف أمتياز المغربى
ومن لبنان نلتقى مع ريم النيجاوى فى فيلم بعنوان خطوة متاخرة وتحكى فيه عن هجرة ابوها لها ووقع ذلك فى نفسها حتى باتت تتخيل انه يبعث لها برسائل أعتذار عن مافعل بها ولعائلتها والفيلم من أخراج لينا العبد
ورغم أن المعدات التقنية المستخدمة فى ذلك الفيلم بسيطة فهى بهاتف أيفون ولكنها نجحت ببساطتها فى الكشف ليس فقط عن الصورة الخارجية بل الوصول ﻷعماق شخصيات هؤلاء اﻷبطال
ولكن مايلفت الانتباة ان بعض من القصص المطروحة والتى مدتها 14 دقيقة مثل مى- والطريق للمخرجة نهى المعداوى جاءت الى حد ما طويلة وتبعث على الملل فكانت الشخصيات تكرر الكلام وكأنها تملئ فراغ الوقت وقصة اخرى مثل خطوة متأخرة ومدتها 7 دقايق للمخرجة لينا العبد جاءت قصيرة للغاية فشعرت أننى بحاجة لسماع مزيد من التفاصيل فعلى الأخراج والمونتاج أن يبذلوا جهدهم فى جعل المشاهد اﻻستمتاع بالفيلم لكى يصبح فى صورته اﻷحترافية
وعن الموسيقى والغناء جاء مكمل لجمال الحالة الفنية كما فى قصة والعام الجاى تجينا صابة والتى فضلت المخرجة سمية بوعليفى تدعيم بطلتها بأغنية تزهو دموعنا
وفى النهاية أرى أن الفيلم بمثابة وثيقة لحال المرأة العصرية فى العالم العربى وشرق افريقيا بل وفى العالم كله فمن خلال كاميرا صغيرة نطل على نوافذ عديدة تكسبنا العديد من الثقافات عن العالم كله بصورة حية والجدير بالذكر إن مشروع القصص بتحكى من أنتاج وأدارة المعمل 612 لﻻفكار ومؤسسة كونتكت الدنماركية لمساعدت هوﻷء النساء على سرد قصصهم الشخصية ودخول المتفرج المحلى والعربى والعالمى الى عالم المراة الممتلئ بقصص أنسانية
الثلاثاء، 16 يونيو 2015
حلم المراة فى القصص بتحكى
Posted on 4:35 ص by rozeta447
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق