تتردد على أسماعنا كثيراً مقولة التربية قبل التعليم ولا أحداً يأخذها بعين الآعتبار والآهتمام ولو أدركت كل أسرة وكل مؤسسة تعليمية مدى خطورتها لتكاتفوا جميعاً وبذلوا كل مافى وسعهم لتحقيق التربية السليمة والتقويم النفسى والسلوكى للنشئ الجديد وأذا ما أهملوها وتغافلوا عنها فليعلموا جيداُ انهم يشتركون فى صنع قنبلة موقوتة على شكل أنسان وسوف تنفجر فى وجوههم ان عاجلاُ أم أجلاً ليس على نطاق المجتمع فقط بل على مستوى العالم كله وأقوى دليل على ذلك ماقرأته عن سير أكبر طغاة العالم موسولينى وهتلر واللذان يعتبروا من اقوى زعماء الحرب العالمية فاستفزنى جدا جبروت هؤلاء الطغاة وقررت ان اقرا تاريخهم بتدقيق وأعيد أكتشاف كيف تم بناء عقلهم ونفسيتهم لينتج عنهم تلك الماسأة العالمية الكبيرة والتى راح ضحيتها الآف مؤلفه من البشر و وجدت ماظننته فموسولينى كان يحتاج الى التربية والتهذيب حقا فظهرت على موسلينى فى طفولته بدايات التشرد -فيذكر التاريخ عن حياته أنه ولد لأبوين إيطاليين هما روزا و أليساندر وكانت والدته معلمة في مدرسة كاثوليكية أما أباه فقد كان اشتراكياً يعمل في الحداده وكانت عائلته فقيرة كباقى العائلات فى تلك المدينة ويسطر التاريخ عن طفولته أنه كان همجياً ومتهوراً حيث كان يرمي رواد الكنيسة بالحجارة. و تم مُنعه من دخول الكنيسة لسوء سلوكه ومن أجل وضع حل للتفاهم بينه وبين والدته وافق على الذهاب إلى مدرسة داخلية يديرها رهبان ساليزيون وهذا هو الخطأ الكبير الذى وقعت فيه والدته بدون أن تدرى فكيف تتصرف معه وهو بهذا التهور ؟! فقررت التخلص منه بدلا من أحتوائة وتقويمه وأستمر على ذلك التشرد على الرغم من نبوغه التعليمى فبدخوله للمدرسة حصل على درجات جيدة. و أصبح مؤهلاً ليكون ناظراً لمدرسة ابتدائية ولكن عندما جاء وقت دخولة للخدمة العسكرية هرب إلى سويسرا وتم القبض عليه بتهمة التشرد وسجن ليلة واحدة وظل الحال على ذلك مع موسيلنى ومن قبيل الصدفة فى مسيرة حياته وتدرجه فى مناصب بطرق ملتويه كما اخلاقة كون أكبر عصابة فى ايطالية ووصل الى الحكم من خلالها فكان يؤمن أن العنف وحده هو الوسيلة الوحيدة لتغير الواقع وأصبحت أيطالية فى ذلك الوقت تحكم بالفاشية أى بالعصابات المنتشرة فى ارجاء البلاد ووجدا هتلر فى موسولينى ذلك المريض سلوكياً والذى لايعترف الا بسياسة القتل والدم صديقاً له ولآن هتلر أيضا كان يعانى من أضطرابات سلوكية نتيجة قسوة ابيه عليه وهذا ماقيل على لسانة فى أحدى التصريحات له. فقال : "عقدت - حينئذ - العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط .. ويظهر من تلك الكلمات ان هتلر كان يعانى من ازمة نفسية حاده بسبب عنف والده له ولاأمه والتى تسببت فى النهاية بتكوين اكبر طاغية فى العالم ر .. فماذا لو كان موسولينى تربى وهتلر تم علاجة نفسياً فقد تم وقتها أنقاذ البشرية من حروب دماء وكنا تجنبنا كثيراً من خراب ودمار هز أرجاء العالم كله .. والآن فى عصرنا يظهر الكثير مما شبه هتلر وموسولينى على شكل دواعش صغيرة تتطوف تخرب البلاد وتشيع الطلام والخراب وأذا الم نهذب أجيالنا ونهتم بسلوكياتهم النفسية ونربيهم على كل ماهو جميل للعين والقلب سيبقا العالم فى دمار بلا جدوى .
_________
سوزان نادى
0 التعليقات:
إرسال تعليق