يٌعتبر فيلم نسر البرية خطوة كبيرة وهامة فى عالم الميديا المسيحية بعد أن كانت فى فترة من الفترات تفتقر إلى أدوات التقنية الحديثة لصناعة فيلم جيد يساور ما يقدم فى عالم السينما. وها نحن الآن أمام فيلم يخطف النظر والعقل والقلب إليه بداية من البرومو, والفيلم تدور قصته عن حياة الآب فلتاؤس السريانى بداية من الطفولة وحياة الرهبنة والجهاد فى البرية إلى أن تنتهى حياته المقدسة على الآرض وقد كتبها السيناريست سامى فوزى بشكل محكم للغاية مراعياً قواعد الدرما من بداية ووسط ونهاية وسلاسة وتنظيم فى الحوار ثم قدم المخرج جوزيف نبيل هذه القصة بطريقة رائعة وشيقة وهذا يلاحظ منذ بداية المشهد الاول والثانى فى الفيلم والذى يجعل المشاهد يترك كل مايشغله ليركز جيداً فى ما يحدث على الشاشة كما أن الآنتقال بين كل مشهد والمشهد الآخر قدم ببراعة فكل مشهد به فكره وشئ جديد فلاتشعر بالملل قط بلا تنجذب لما يحدث وتشتاق لمعرفة باقى القصة ومن المشاهد الهامة فى الفيلم والتى لابد أن نقف أمامها مشاهد الظهورات عندما كان الآب فلتأوس يصلى علية صلاه الجناز ليقٌدم إلى عالم الرهبنه ورأى الملاك فى الهيكل فقد قدم المخرج هذا العالم النورانى بمصدقيه عالية فقد أنتباتنى أمامها القشعرنيه وشعرت أنه ملاك حقيقى يتم تصويره كما أنه وظف جميع الممثلين فى موضعهم بداية من بطل العمل فريد النقراشى والذى جسد الشخصية ببراعة شديده فقد أكتشف المشاهد العادى في الفنان فريد وجه جديد فى التمثيل لم يكن قد ظهر في أعماله السابقة ولكن هذا الدور بمساحتة الكبيرة وذكاء المخرج قد صنع فرصة للكشف عن موهبه حقيقة تستطيع أن تلعب أى دور بأتقان مستخدمه جميع مهارتها الجسدية واللغوية فقد أدهش الجميع أداء هذا الفنان العبقرى لتلك الشخصية فاذا شاهدت على موقع اليويتوب الآب فلتأوس السريانى حقيقاً بعد مشاهدتك للفيلم فلاتشعر بفرق بين أدائه وبين شخصية ألاب فلتأوس الحقيقى حتى نبره الصوت نفسها. وعن تعبيرات الوجه ونظرات العيون والآداء الحركى فمقاله واحده لاتكفى لتحليل كل مشهد على حدا وقد لفت أنتباهى أيضا الممثلة التى قامت بدور الفتاة التى بها روح شريرة فقد جاءت صادقة فى الدور بشكل طبيعى للغاية وعن موسيقى وترانيم الفيلم فهى من كلمات رمزى بشارة وألحان عمانوئيل سعد وترانيم القس موسى رشدى فقد وظفها المخرج أيضا فى مكانها وكان لها تأثيراً كبيراً فى تدعيم أحداث الفيلم ألا أنها كانت كثيرة الى حد ما فلا يخلوا مشهداً منها أما عن التصوير فقد تم تصوير الفيلم بأحدث التقنيات وهذا واضح من جوده الصورة و حرفية التصوير على يد وائل يوسف والجدير بالذكر أن القائم على أنتاج هذا الفيلم العظيم دير السيدة العذراء بالسريان .وفى النهاية يعتبر فيلم نسر البرية سيموفنيه رائعة بقياده المياستروا جوزيف نبيل والذى جعل منه عمل سينمائى ممتع فنتمنى أن تمتلئ الساحة بمثل تلك الآفلام التى تدرك جيداً مفهوم السينما وقواعدها بداية من الفكرة إلى جميع قواعد التنفيذ فنفتقد فى عالم السينما مخرجيين متمكنين من أدواتهم جيدا مثل هذا المخرج فلابد أن تمتلئ الساحة بمثل تلك الآفلام ليس فقط داخل الميديا المسيحية ولكن عليهم الآنطلاق لعمل روايات أخرى خارج الآطار الدينى أتنبئا لهم فيها بالعالمية
______
سوزان نادى
0 التعليقات:
إرسال تعليق