الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

هيبتا فلسفة الحب


الحب شئ عظيم وهو قوة جبارة تكمن فى نفس اﻷنسان وكما فى أمكانية الحب إن يصنع المعجزات فى إمكانيته ايضا أن يدمر النفوس والكيانات ويجعلها قوة بالية لاتدرك شيئا من العالم المحيط بها وهذا على حسب توجيه مسار تلك القوة وخطواتها بين المحبيين ،ولكل حالة حب ظروفها فتشبه بذلك البصمه فى تفردها وخصوصيتها و هناك دائما سمات مشتركة تجمع كل القصص الرومانسية ،والعديد من الكتاب على مر اﻷزمنة والعصور أفسحوا مجالات عديده فى كتابتهم لتفسير الحب كلا بطريقته وتصوره وفى هيبتا حاول محمد صادق بطريقة فلسفية بسيطة  ومن خلال حكايات ﻷربع علاقات عاطفية بحالات وظروف وأعمار مختلفة أن يأخذنا فى رحلة داخل النفس الأنسانية من خلال شخصيات  تلك الحكايات ليصور لنا أدق التفاصيل التى  يشعرون بها فى تلك  الحالة بينهم ، وحددهم فى سبع مراحل تبدأ بالجنون -الحلم -الوعد -الرتابة والملل أو الحقيقة-مرحلة التطبيع والأمتلاك-المقاومة
وقد أجاد محمد صادق فى ترتيب الفكرة  بتلك الصورة الرائعة فكثير من الروائيين عندما يكتبون روايتهم الرومانسية يناقشون فيها مرحلة واحده وهى مرحلة العشق والجنون  وكيف أن  المحبيين يعترض طريقهم شخص شرير أو ظرف سئ يحاول تفريقهم ،متجاهلين  فى تناولهم أن موضوع الحب يمر بحالات نفسية كثيرة  تعترض طريقهم وأحيانا مايعوق حبهم من الأكتمال مشكلات نفسيه تصيبهم فدائما يصورون ويكتبون عن الولع والغرام الذى يبرق فى عيون العاشقين منذ اللقاء الاولى وكأن هذه المشاعر ثابته لا تتأثر بشئ  ولا يفعل الروائيين وحدهم ذلك فالسينما بالتبعية وفى تجسيد تلك الروايات تقع أيضا فى نفس المشكلة.. أمس كنت أقول أن السينما أحيانا تكون مزيفة للواقع ومايحدث فى الحقيقة دائما تصور الحب على أنه شئ رائع وعذاب جميل يتغنون من أجله ولكن الحقيقة التى ينصدم بها المحبيين فى الحياة أن الحب ليس كما يعرض على الشاشة فقط ولكن هناك أبعاد نفسية كثيرة أخرى وهى مراحل الحب الذى كتب عنها فى هيبتا وهذا أيضا ماوضحه محمد صادق على لسان الدكتور المحاضر وهو يشرح للطلاب مراحل الحب من خلال الحكايات ورغم جودة الفكرة وترتيبها إلا أن القالب التى وضعت فيه وهو الأربع حكايات جاء هش وضعيف للغاية فأحيانا كنت أشعر أن الفكرة بحجم وشكل  فتاة جميلة بعمر العشرين تحاول أرتداء  فستانا صغيرا لفتاة بعمر الخمس سنوات وذلك ﻷنه لا يوجد ملامح لشخصيات هبتا فهى  شخصيات فقيرة فى كل شئ فى خلفيتها وتاريخها وفى حوارها وفى بدايات قصة الحب  التى تنشأ بينهم وفى تتطورها  وكان مبرر صادق لذلك أنه يريد أختطاف لحظات معينة لتوصيل فكرته لكن لو كان للشخصيات ملامح اكثر لكانت أعطت لها  قيمة وأمتعت الجمهور ، ورغم ذلك و عندما كتب محمد صادق تلك الرواية لاقت نجاحا جماهيريا كبيراوخاصة بين الشباب ربما ﻷننا وسط زحام أفلام ومسلسلات ومهرجانات شعبية  نفتقد لمواضيع رومانسية تأخذنا فى عالم حالم نشاهد فى أنفسنا المجردة والمليئة بالمشاعر المتناقضة ونحاول تحليلها وكشفها من خلال رواية او فيلم ورغم أن هيبتنا تعرضت لهجوم حاد فسنت النقاد  أقلامها  كالسيوف على  أسلوب الكتابة متهمين الأسلوب بالساذج الا أننى أدعوه بسيط  فالكاتب يقول مايشعر به بمنتهى السلاسة والصدق وهذه تسمى بالموهبة فيجعلك بعد اﻷنتهاء من الرواية تتذكر جيدا ماتحويها تلك الرواية بين صفحاتها حتى بعد مرور الوقت فكثيرا أقرا للبعض وأشعر بالتعب والأعياء ﻷنه جعلنى أجرى خلف المعنى الذى يريد توصيله بسبب كثرة المعانى  والزخرفة اللغوية فكثير من الكتاب صنايعيه وقليل هم الموهبيين  فمحمد صادق يحتاج فقط إلى ضبط اللغة لتصبح بسيطة ومنضبطة.
أما عن هيبتا فى السينما فهى لاتختلف كثيرا عن الرواية إلا فى بعض التفاصيل الهامشيه  وقد كتب سيناريو الفيلم وائل حمدى ولم يضيف أى تفاصيل بل تقيد بالرواية حرفيا
والأخراج لهادى الباجورى الذى أيضا حول الرواية كما هى بالنص فالحكايات صورت مع بعضها البعض كل مشهد يحتوى على حكاية يقطع فى نهايته بمشهد من حكاية أخرى وعلى هذا المنوال حتى نهاية الفيلم وتلك الحاكايات يقاطعها الدكتور وهو يشرح هدفه من كل مشهد وطريقة الأخراج فى بعض المشاهد تشبه إلى حد كبيرا فكرة فيلم عن العشق والهوى
وعن أداء الشخصيات فكنت أتمنى ثراء فى الأداء أكثر من ذلك  فالأداء باهت الملامح ويجوز أن اﻷداء جاء بهذا الشكل نتيجة فقر السيناريو فى الحوار  الذى يلعبها الممثلين وأبدع ماجد الكدوانى فى أداء دوره رغم انه لايحتاج الى أداء حركى أو تمثيلى كثير فقد  لعب شخصية  الدكتور المحاضر (أسامة )ولكن تعبيرات وجهه وهو يتكلم عن مراحل الحب  كافيه ﻷظهار صدقة الشديد وتفاعلة بما يقولة
ثم يلى فى الأداء المتميز أحمد داود ودينا الشربينى ،
ياسمين الريس وعمر يوسف،
وأحمد مالك ودينا عوض شعرت فى أدائهم أن الفيلم وثائقى تسجيلى وهذا منهج جديد فى السينما يتبعه بعض الممثلين والمخرجين لكى يظهر الفيلم وكأن مشاهده مجتزئة من الواقع فتشعر أنهم لايمثلون على الأطلاق وهذا منهج فى رأى ممل فلا مبرر لهذة الطريقة فالمتفرج يعلم جيدا أنه يرى  فيلم  تمثيلى وبه أبطال ويريد أن يشاهد ممثلين يعبرون ويتحركون فلا للمبالغة فى الأداء كأفلام يوسف وهبى ولا للميل إلى الواقعية الزيادة التى تشعرك بعدم وجود فيلم من الأساس
أما عن الأطفال الذى لعبوا الحكاية الرابعة  فهم موهوبين وأدائهم متميز للغاية يحتاجون فقط  إلى  المزيد من التدريب
هيبتا فكرة جديدة يستطيع من خلالها  المبدعين مرة أخرى إلى  خلق رؤى كثيرة  منها  سواء فى الكتابة أو الأخراج .
سوزان نادى

0 التعليقات:

إرسال تعليق